فصل: البلاغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة غافر: الآيات 7- 9]:

{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شيء رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)}.

.الإعراب:

{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} الذين مبتدأ وجملة يحملون العرش صلة ومن حوله عطف على الذين وحوله ظرف متعلق بمحذوف صلة الذين وجملة يسبحون بحمد ربهم خبر الذين وبحمد متعلقان بمحذوف حال أي ملابسين للحمد ويؤمنون به عطف على يسبحون والبحث في معنى حملة العرش ومن هم يرجع إليه في المطولات.
{وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شيء رَحْمَةً وَعِلْمًا} ويستغفرون عطف على ما قبله وللذين متعلقان بيستغفرون وجملة آمنوا صلة وربنا منادى مضاف حذف منه حرف النداء وهو مقول قول محذوف في محل نصب على الحال أي قائلين، ووسعت فعل وفاعل وكل شيء مفعول به ورحمة وعلما تمييزان والتمييز هنا محول عن الفاعل أي وسعت رحمتك كل شيء ووسع علمك كل شيء.
{فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ} الفاء الفصيحة واغفر فعل أمر وفاعله أنت وللذين متعلقان باغفر وجملة تابوا صلة والمعنى فاغفر للذين علمت منهم التوبة واتباع السبيل القويمة، واتبعوا سبيلك عطف على للذين تابوا وقهم: ق فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والهاء مفعول به أول وعذاب الجحيم مفعول به ثان.
{رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} ربنا منادى مضاف محذوف منه حرف النداء وأدخلهم عطف على ما تقدم وأدخلهم فعل أمر للدعاء والفاعل مستتر تقديره أنت والهاء مفعول به أول وجنات عدن مفعول به ثان على السعة والتي صفة وجملة وعدتهم صلة التي ومن في محل نصب عطف على مفعول أدخلهم أو على مفعول وعدتهم وقال الفراء والزجاج نصبه من مكانين إن شئت على الضمير في أدخلهم وإن شئت على الضمير في وعدتهم وجملة صلح صلة والأول أرجح ومن آبائهم وما عطف عليه في محل نصب حال.
{إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} إن واسمها وأنت مبتدأ أو ضمير فصل والعزيز الحكيم خبران لأنت والجملة خبر انك أو خبران لإن وأنت لا محل لها كما تقدم.
{وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ} الواو عاطفة وقهم فعل أمر وفاعل مستتر تقديره أنت ومفعول به والسيئات مفعول به ثان والواو عاطفة ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ وتق فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة والسيئات مفعول به ويومئذ الظرف متعلق بتق وإذ مضاف ليوم والتنوين عوض من جملة محذوفة وقصده من الكلام السابق أي يوم إذ تدخل من تشاء الجنة ومن تشاء النار والفاء رابطة لجواب الشرط وقد حرف تحقيق ورحمته فعل وفاعل ومفعول به والجملة لا محل لها.
{وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ذلك مبتدأ وهو مبتدأ ثان والفوز العظيم خبر ويجوز إعراب هو ضمير فصل لا محل له والإشارة إلى ما ذكر من الرحمة ووقاية السيئات.

.البلاغة:

في قوله {ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم} فن طريف من فنون البلاغة أطلق عليه فن الاسجال بعد المغالطة وهو أن يقصد المتكلم غرضنا من ممدوح فيأتي بألفاظ تقرر بلوغه ذلك الغرض إسجالا منه على الممدوح به، وبيان ذلك أن يشترط شرطا يلزم من وقوعه وقوع ذلك الغرض ثم يخبر بوقوعه مغالطة وإن لم يكن قد وقع بعد ليقع المشروط، وقد يقع الاسجال لغير مغالطة وهذا النوع هو الذي وقع في الكتاب العزيز وقد تقدم بحثه ومثاله في آل عمران، أما النوع الأول فيقع في الشعر كقول ابن نباتة السعدي:
جاء الشتاء وما عندي له عدد ** إلا ارتعادي وتصفيقي بأسناني

فإن هلكت فمولانا يكفنني ** هبني هلكت فهبني بعض أكفاني

.[سورة غافر: الآيات 10- 12]:

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)}.

.الإعراب:

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} كلام مستأنف مسوق للشروع في بيان أحوال الكفرة بعد دخولهم النار. وإن واسمها وجملة كفروا صلة الذين وجملة ينادون خبر إن وينادون فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل، والمنادون هم الملائكة بعد أن مقت الكفار أنفسهم وهم يكتوون بنار جهنم، واللام لام الابتداء ومقت اللّه مبتدأ والاضافة من إضافة المصدر لفاعله والمفعول به محذوف أي إياكم وأكبر خبر ومن مقتكم متعلقان بأكبر وأنفسكم مفعول مقتكم.
{إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ} إذ ظرف متعلق بمقت اللّه وإن توسط بينهما الخبر لأن الظروف يتوسع فيها ما لا يتوسع في غيرها ومنع ذلك أبو البقاء لما تقدم وجعل الظرف متعلقا بفعل محذوف تقديره مقتكم إذ تدعون، وجملة تدعون في محل جر بإضافة الظرف إليها وتدعون فعل مضارع مبني للمجهول والواو هي نائب الفاعل وإلى الإيمان متعلقان بتدعون، فتكفرون الفاء عاطفة وتكفرون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والمعنى المتحصل من الآية أنهم عند ما يزجون في غيابات النار ويذوقون الهول من احتراقهم بها ينطلقون بالملامة بعضهم على بعض ويتراشقون التهم ويلقي كل واحد الملامة على الآخر فيدعون من مكان سحيق أن مقت اللّه إياكم أو أنفسكم الأمّارة بالسوء إذ تدعون في الدنيا من جهة الأنبياء فلا تصيخون للسمع، ولا تبالون بالنصح والإرشاد، سادرين في مطاوعة أهوائكم الجموح.
{قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ} قالوا فعل وفاعل وربنا منادى مضاف محذوف منه حرف النداء وأمتنا فعل ماض والتاء فاعل ونا ضمير متصل في نصب مفعول به واثنتين مفعول مطلق ناب عدده عن المصدر أي إماتتين اثنتين وكذلك وأحييتنا اثنتين، واعترفنا فعل وفاعل وبذنوبنا متعلقان باعترفنا، فهل الفاء عاطفة وهل حرف استفهام والى خروج خبر مقدم ومن حرف جر زائد وسبيل مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر.
{ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ} ذلكم مبتدأ والاشارة إلى العذاب وبأنه خبر وإذا ظرف مستقبل متضمن معنى الشرط وجملة دعي في محل جر بإضافة الظرف إليها واللّه نائب فاعل ووحده حال وجملة كفرتم لا محل لها لأنها جواب إذا وجملة الشرط وجوابه خبر أنه والمراد كفرتم بالتوحيد.
{وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ} الواو عاطفة وإن شرطية ويشرك فعل الشرط مجزوم وهو فعل مضارع مبني للمجهول وبه سد مسد نائب الفاعل وتؤمنوا جواب الشرط والفاء عاطفة لأن هذا الكلام من جملة ما يقال لهم في الآخرة والحكم مبتدأ واللّه خبره والعلي الكبير صفتان.

.البلاغة:

1- المجاز المرسل:
في قوله {ربنا أمتنا اثنتين} مجاز مرسل لأن المراد بالميتتين الاثنتين خلقهم أمواتا أولا واماتتهم عند انقضاء آجالهم ثانيا والمراد بالإحياءتين الاحياءة الأولى واحياءة البعث وقد أوضح سبحانه ذلك بقوله: {وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم} ففي تسمية خلقهم أمواتا إماتة مجاز لأنه باعتبار ما كان، وقد أوضح ذلك الزمخشري أبلغ إيضاح في فصله الممتع بهذا الصدد ننقله بنصه لنفاسته قال: فإن قلت كيف صح أن يسمى خلقهم أمواتا إماتة، قلت: كما صح أن تقول: سبحان من صغر حجم البعوضة وكبر حجم الفيل، وقولك للحفار ضيّق فم الركية ووسّع أسفلها وليس ثم نقل من صغر إلى كبر ولا عكسه ولا من ضيق إلى سعة ولا عكسه وإنما أرد الإنشاء على تلك الصفات والسبب في صحته أن الكبر والصغر جائزان معا على المصنوع الواحد من غير ترجح لأحدهما وكذلك الضيق والسعة فإذا اختار الصانع أحد الجائزين وهو متمكن منهما على السواء فقد صرف المصنوع عن الجائز الآخر فجعل صرفه منه كنقله منه.
2- الاستفهام بمعنى اليأس:
وفي قوله {فهل إلى خروج من سبيل} في هذا الاستفهام يأس مقنط واستحالة مفرطة كأنهم لفرط ما يكابدونه يتمنون الخروج من هذا الأسى المطبق من الهول المستحكم ولكن أي تمن؟ إنه تمني من غلب عليه اليأس والقنوط وتنكير خروج للدلالة على أي خروج كان سواء أكان سريعا أم بطيئا وإنما يقولون ذلك تعللا وتحيرا ولهذا جاء الجواب على حسب ذلك وهو قوله {ذلكم بأنه إذا دعي اللّه وحده كفرتم} ومعناه أن السبب يعود إلى كفركم فلا تطمعوا في زوال ما أنتم فيه لأنه جريرتكم وعلى أنفسكم تقع الملامة وقد تعلق الشعراء بأهداب هذا التعبير البديع فقال بعضهم:
هل إلى نجد وصول ** وعلى الخيف نزول

وقصدهم أن هذا أمر غلب فيه اليأس على الطمع وحيل بين المتمني وما يتمناه.

.[سورة غافر: الآيات 13- 18]:

{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقًا وَما يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ (13) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (14) رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (15) يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شيء لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (17) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ (18)}.

.اللغة:

{الْآزِفَةِ} القيامة سميت بذلك لأزوفها أي لقربها من أزف الرحيل أي قرب وفي المصباح: أزف الرحيل أزفا من باب تعب وأزوفا دنا وقرب وأزفت الآزفة القيامة وفي الأساس: أزف الرحيل:
دنا وعجل ومنه أقبل يمشي الأزفى بوزن الجمزى وكأنه من الوزيف والهمزة عن واو، وساءني أزوف رحيلهم وأزف رحيلهم.
والآزفة القيامة لأزوفها. قال هدبة:
وبادرها مصر العشيّة قرمها ** ذر البيت يغشاه من القرّ آزف

{الْحَناجِرِ} في المختار: والحنجرة بالفتح والحنجور بالضم الحلقوم وفي القاموس: والحنجور السفط الصغير وقارورة للذريرة والحلقوم كالحنجرة والحناجر جمعه.

.الإعراب:

{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقًا} كلام مستأنف مسوق للتدليل على أن الحكم له سبحانه وهو مبتدأ والذي خبر وجملة يريكم صلة وآياته مفعول به وينزل لكم عطف على يريكم ومن السماء متعلقان بينزل للدلالة على تجدد الإراءة والتنزيل وديمومتهما واستمرارهما.
{وَما يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ} الواو عاطفة وما نافية ويتذكر فعل مضارع مرفوع وإلا أداة حصر ومن فاعل وجملة ينيب صلة.
{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ} الفاء الفصيحة أي إذا كان الأمر كما ذكر فادعوا، ولفظ الجلالة مفعول به ومخلصين حال وله جار ومجرور متعلقان بمخلصين والدين مفعول به والواو حالية ولو شرطية وكره الكافرون فعل وفاعل والمفعول به محذوف أي إخلاصكم أو دعوتكم.
{رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ} رفيع الدرجات خبر لمبتدأ محذوف وذو العرش خبر ثان وجملة يلقي الروح خبر ثالث أي اللّه ومن أمره متعلقان بيلقي أو بمحذوف حال من الروح أي الوحي أي حال كونه ناشئا من أمره والمراد بالروح الوحي وسيأتي السبب في تسميته بذلك في باب البلاغة وعلى من متعلقان بيلقي وجملة يشاء صلة ومن عباده حال، ولينذر اللام للتعليل وينذر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام والجار والمجرور متعلقان بيلقي وفاعل ينذر يجوز أن يكون اللّه أو الروح أو من يشاء ويوم مفعول به لينذر والتلاق مضاف اليه وحذفت الياء اتباعا لرسم المصحف وقرئ بإثباتها وسمي يوم القيامة بيوم التلاق لأن الخلائق تلتقي فيه.
{يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شيء} يوم بدل من يوم التلاق بدل كل من كل وهم مبتدأ وبارزون خبر والجملة الاسمية في محل جر بإضافة الظرف إليها فحركة يوم حركة اعراب على المشهور وسيأتي تقرير ذلك في باب الفوائد وجملة لا يخفى حال من ضمير بارزون أو خبر ثان وقيل هي مستأنفة ورجح الزمخشري الحالية.
ولعله على صواب وعلى اللّه متعلقان بيخفى ومنهم حال لأنه كان في الأصل صفة لشيء وشيء فاعل يخفى.
{لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ} حكاية لما يسأل عنه في ذلك اليوم ولما يجاب به فالجملة مقول قول محذوف أي يقوله تعالى ويجيب نفسه والقول معطوف على ما قبله أو مستأنف في جواب سؤال مقدر كأنه قيل فماذا يكون حينئذ فقيل يقال لمن الملك. ولمن خبر مقدم والملك مبتدأ مؤخر واليوم ظرف متعلق بالملك وللّه خبر لمبتدأ محذوف تقديره الملك للّه والواحد القهار نعتان للّه وقال الزمخشري: ينادي مناد فيقول لمن الملك اليوم فيجيبه أهل المحشر للّه الواحد القهار.
{الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ} الظرف متعلق بتجزى والكلام تتمة للمقول وتجزى فعل مضارع مبني للمجهول وكل نفس نائب فاعل وبما متعلقان بتجزى وما موصولة أو ظرفية.
{لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ} لا نافية للجنس وظلم اسمها المبني على الفتح واليوم ظرف متعلق بمحذوف خبر وإن واسمها وخبرها والجملة تعليل لعدم الظلم أي أنه تعالى لا يشغله حساب عن حساب فهو سريع في حسابه عادل في حكمه.
{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ} الواو عاطفة على ما تقدم وأنذرهم فعل أمر وفاعل مستتر ومفعول به أول ويوم الآزفة مفعول به ثان وإذ بدل من يوم الآزفة والقلوب مبتدأ ولدي الحناجر ظرف متعلق بمحذوف خبر والجملة في محل جر بإضافة الظرف إليها وكاظمين حال من القلوب وعوملت الحناجر في جمعها بالياء والنون معاملة أصحابها وسيأتي تقرير الزمخشري في باب البلاغة.
{ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ} الجملة حال من أصحاب القلوب وما نافية حجازية أو مهملة وللظالمين خبر مقدم ومن حرف جر زائد وحميم اسم ما المؤخر أو مبتدأ ولا شفيع عطف على حميم وجملة يطاع صفة لشفيع وفي الكلام مجاز سيأتي تفصيله في باب البلاغة.